الإثنين 29 أبريل 2024
توقيت مصر 18:57 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

ذكرياته مع شهر الصيام..

د. خالد فهمي يكشف علاقة «كأن القرآن يتنزل من جديد» بثورة يناير

الدكتور خالد فهمي، الرئيس الأسبق لدار الكتب
الأستاذ الدكتور خالد فهمي، الرئيس الأسبق لدار الكتب وأستاذ علم اللغة في كلية الآداب جامعة المنوفية، واحد من الأساتذة الذين تنوع نشاطهم، فبالإضافة إلى تخصصه الرفيع (علم اللغة) نجده يشارك في النقد الأدبي وفي تحقيق التراث وفي الإبداع، وله في كل كتب ومقالات وأبحاث تدل على موسوعيته الغزيرة، وقد عرفته منذ عشر سنوات واشتركت معه في تأليف بعض كتبه، وعرفت عنه الكثير، وبمناسبة هذا الشهر الكريم التقيناه وأجرينا معه هذا الحوار ليحدثنا عن ذكرياته مع هذا الشهر الفضيل، وعن الأعمال التي أنجزها فيه وموضوعات أخرى مهمة نطالعها في هذا الحوار:  

* كيف تتذكر شهر رمضان؟ 

- رمضان شهر كريم ، وقد نشأت في مدرسة علمية تعتبره بداية الموسم العلمي، نخطط فيه للبحوث المستقبلية، ونعيد ربط علاقاتنا بالكتاب العزيز، وفحصه لخدمة مجال الاختصاص، الذي هو دراسة اللغة العربية، ومنذ أيام الطلب وأنا أعد الشهر الكريم فرصة لتجدد الميلاد العلمي كل عام.


* "كأن القرآن يتنزل من جديد" سلسلة مقالات لكم، كيف حالكم مع الكتاب العظيم خلال الشهر الكريم؟

 - جاءتني هذه الفكرة مع ثورة يناير ، إذا شعرت أننا في حاجة ملحة لإعادة تقييم العلاقة مع الذكر الحكيم، وتذكرت ما كنت أعرفه منذ زمان نن أن القرآن يفسره الزمان وأن كل جيل مطالب بأن يراجع احتياجاته في ضوء قوانين الوحي، وقد تطورت علاقتي بالكتاب العزيز، وأخذا الشكل التالي: أولا : الالتزام بختمة تفسير كبير في كل رمضان ثانيا: تأمل الواقع على هدي الكتاب العزيز ثالثا: الكتابة المستمرة المنتظمة ، ولو لتفسير آية واحدة وقد أورثني هذا المنهج مكاسب كثيرة، وأعاد في نفسي اكتشاف الطاقات المذهلة للتدبر القرآني.


* هل اختلفت العادات والتقاليد في رمضان اليوم عن الأمس؟ 

- بشكل كبير جدا هناك بقايا من روح الماضي تقاوم الزمان وتصر على البقاء ولكنها تتفاوت من مكان لآخر، ففي الصعيد الأمر أعلى، إذ روح الإيمان أظهر ثم يأتي الريف البعيد ، والبوادي، أما القاهرة، وحواضر المدن الكبرى فقد تراجعت الروح القديمة الرومانسية للشهر القديمة، وغلبت روح العولمة التي هي أقرب لأجواء غير إيمانية وقد أسهم الإعلام المرئي في اغتيال عدد صخم من الفنون القولية التي كانت تؤثر إيجابيا في الحياة الاجتماعية في جنباتها المختلفة لقد آمنت اليوم أن المدن أكثر قسوة ، ومعصية من القرى والريف.


* كيف يكون الإبداع في رمضان مختلفا عنه فى الشهور الأخرى؟

 - رمضان تتوافر فيه أجواء ليست لغيره، تتبدى في الارتباط بالكتاب العزيز والتواصل الإنساني الدافئ وبالروح الشفيفة الرومانسية الحالمة ثم إن لليل فيه طعم جميل، وهذه الأمور من أكثر العوامل المساعدة على الإبداع إن صفاء الروح، وانحسارموجات الصراعات الفردية بشكل عام، والارتباط المكثف بالسماء يعين على إعاذةدة اكتشاف الذات وهو من أكثر الدوافع نحو الإبداع.


* كيف كان رمضان في تراثنا العربى المجيد؟

 للشهر الفضيل في التراث أثر وحضور فقد ظهر تجلياته في ظهور أدبيات تجمع النصوص الخاصة بمنزلته، وفضله، ومكانته، عرفت في تاريخ الحديث النبوي باسم "تراث فضائل رمضان"، وظهرت عناية بقصص الزهاد والعباد وأشعار الشعراء فيه جمعها المؤلفون القدماء في ما يعرف باسم "كتب المجاميع الأدبية"، كـ"الكشكول" للعاملي ، و"نثر الدر" للآبي، و"رسائل الكتاب المختلفة" ، و"يواقيت المواقيت" للثعالبي، وغيرها هذا فضلا عن تراث المجالسات التي كانت تنشط في الشهر الكريم، في المساجد ، وحلقات العلم ، وبلاط الأمراء والولاة والخلفاء.


* أشهر الكتب والأبحاث والمقالات التي أنجزتها في رمضان؟ 

- سبق مني هنا أن قلت إنني ابن مدرسة علمية كانت تؤرخ لنشاطها العلمي مع بداية الشهر الكريم، وهو ما كان له أير كبير في منجزي العلمي، مما أذكره أنني أمرت أن أكتب كتابي : "أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ،دراسة لغوية في المنهج والبنية والدلالة"، في رمضان، وأنجزت كتابي "معاجم مصطلحات الحديثية العربية دراسة وصفية نقدية" في رمضان، وظللت لفترة طويلة استمرت لنحو ست سنوات أكتب انتصارات رمضان أسبوعيا ، وما تزال موجودة على كثير من المواقع الإليكترونية.


* هل ما يعرض من أعمال فنية تتفق وجماليات الشهر الكريم؟ 

- لا بالطبع فقد تنبه نفر كريم من المفكرين المسلمين إلى نوع من التخطيط التآمري لإفساد الشهر على العباد، وأذكر أن أستاذي وصديقي المرحوم الكتور مصطفى الشكعة ظل فترة طويلة يجاهد قانونيا ضد التليفزيون المصري ليوقف بث الفوازيز ، والرقص في الشهر الكريم ولكن الأمر تزايد في هذه الأيام بصورة تحمل على الاقتناع بأنه مخطط إفسادي بامتياز.


* كيف ترى قراء مصر للقرآن وقراءة الدول الأخرى؟

- تمتعت مصر على امتداد تاريخها بتفوقها في مجال الإقراء ومراجعة ما كتبه الأستاذ سعيد اللبيب ، وغيره يؤيد ذلك ، إن تأمل ما تركه محمد رفعت، والبنا، والمنشاوي، ومصطفى إسماعيل، والحصري، وعبد الباسط عبد الصمد يكشف لك عن القدرة العجيبة في المصريين في اتجاه خدمة الإقراء،  ولكن الأمر في تراجع لأسباب كثيرة منها تراجع الكتاتيب ومسابقات القراء وتراجع اختبارات الإذاعة ولكن سيبقى التراث الإقرائي المصري زادا إلى حين إصلاح الأوضاع.

* أمنيات تمنيتها فى هذا الشهر الفضيل وتحققت، وأخرى تتمناها؟

 أنا بطبيعتي قليل الأمنيات أحب العمل ، وأعكف عليه ، وأسعد جدا بإنجازه، ولكني بطبيعة الحال تمنيت أمورا ، وكنت ألح على الله في الدعاء من أجل أن يتفضل علي بتحقيقها ، من ذلك حج بيت الله الحرام والعمرة وأن أكون أستاذا لأخدم العلم وتمنيت الاتصال ببعض الأعلام فمن لي ما تمنيت، فعرفت سعد مصلوح، وارتبطت بعبد الحميد مدكور، وحسن الشافعي، والمستشار طارق البشري، وحماسة عبد اللطيف، وعبد الستار الحلوجي أحببتهم جميعا ، وصادقتهم جميعا.