الإثنين 29 أبريل 2024
توقيت مصر 12:03 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

هل اخترقت المخابرات الروسية أبحاث كوفيد – 19؟

أرشيفية
تُتهم مجموعة (APT29) الروسية - وهي واحدة من كيانات المخابرات الروسية - والمعروفة أيضًا باسم "كوزي دوك"، أو "كوزري بير"، باختراق الأبحدث الطبية التي تجرى في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا للتوصل للقاح لـ (كوفيد – 19).

جاء ذلك حسبما أعلنت خمس وكالات استخبارات من الدول الثلاث الخميس، في إطار حملة مستمرة من الأنشطة الخبيثة تهدف إلى "سرقة المعلومات" والملكية الفكرية المتعلقة بتطوير واختبار لقاحات كوفيد 19".

وسبق أن اتهم "كوزري بير" باختراق أنظمة اللجنة الوطنية الديمقراطية في انتخابات الكونجرس عام 2016، وهو متهم الآن باستخادم بعض التكتيكات نفسها، مع إضافات خطيرة، أي البرامج الضارة الجديدة لإصابة أجهزة الكمبيوتر ثم تحميل وتنزيل الملفات منها.

لم يضر القرصنة بأبحاث اللقاحات، حتى الآن. لكنه قد يفرض تكاليف باهظة على الشركات التي تعمل الآن على توفير حل دائم للوباء.

لكن روسيا تنفي كل شيء، بدءًا من الهجمات الإلكترونية على جيرانها وحتى الاغتيالات الخارجية إلى حلقات المنشطات الأولمبية التي تديرها الحكومة، كما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.

وكان المركز الوطني للأمن الإلكتروني البريطاني قال في بيان الخميس، إن مجموعة قراصنة تعرف باسم (APT29) "تعمل بشكل شبه مؤكد في إطار أجهزة الاستخبارات الروسية" تقف وراء هجمات على منظمات بريطانية وكندية وأمريكية للاستيلاء على أبحاث تخص لقاحا ضد فيروس كورونا المستجد. 

فيما نفت الرئاسة الروسية هذه المزاعم وقال المتحدث باسمها "لا نقبل هذه الاتهامات".

وقالت المملكة المتحدة الخميس إن أجهزة الاستخبارات الروسية تقف وراء هجمات نفذتها مجموعة قراصنة "تعرف باسم آي بي تي 29" للاستيلاء على أبحاث تخص لقاحا ضد فيروس كورونا المستجد. 

واعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أنه "من غير المقبول على الإطلاق أن تستهدف أجهزة الاستخبارات الروسية من يعملون على مكافحة جائحة" كوفيد-19، 

وحذر أن من ينفذون هجمات مماثلة "سيتحملون مسؤولية أفعالهم" عاجلا أو آجلا. وأضاف في بيان "في حين يسعى البعض بطيش وراء مصالحهم الأنانية، تتابع المملكة المتحدة وحلفاؤها عملهم الشاق لإيجاد لقاح وحماية الصحة العالمية".

يأتي الاتهام في وقت تشهد العلاقات بين لندن وموسكو توترًا على خلفية تدخلات روسية محتملة في حملات الانتخابات التشريعية البريطانية في ديسمبر الماضي التي فاز بها المحافظون.

وفي استفتاء 2016 الذي قاد إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست). ووفق الجهاز الحكومي البريطاني المكلف بالأمن الإلكتروني، هاجمت مجموعة قراصنة روس منظمات بريطانية وكندية وأمريكية لسرقة أبحاث تتعلق بتطوير لقاح ضد فيروس سارس-كوف2.

وأكد المركز الوطني للأمن الإلكتروني البريطاني في بيان أن مجموعة القراصنة "تعرف باسم (APT29)" وكذلك باسم "داكس" و"كوزي بير"، وهي "تعمل بشكل شبه مؤكد في إطار أجهزة الاستخبارات الروسية"، وأضاف أن نظراءه الأمريكيين والكنديين توصلوا إلى النتيجة ذاتها.

من جهته نفى الكرملين الاتهام بشدة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف "لا نقبل هذه الاتهامات ولا المزاعم الأخيرة الواهية حول التدخل في انتخابات 2019"، وفق ما نقلت وكالة تاس الرسمية.

علاوة على ذلك، أكدت الحكومة البريطانية الخميس أنها "شبه متأكدة" من أن "فاعلين روسا" سعوا إلى عرقلة الانتخابات التشريعية في 12 ديسمبر الماضي عبر نشر وثائق خلال فترة الحملة الانتخابية حول اتفاق تجاري محتمل بين لندن وواشنطن عقب بريكسيت.

وفتح تحقيق لمحاولة تحديد مصدر تسريب هذه الوثائق التي نشرت على موقع "ريديت" للتواصل الاجتماعي.

وقال دومينيك راب في تصريح مكتوب قدمه للبرلمان إنه "على أساس تحليل منجز، خلصت الحكومة إلى أنه من شبه المؤكد أن فاعلين روسا سعوا للتدخل في الانتخابات التشريعية عام 2019 عبر تكثيف نشر وثائق حكومية على الإنترنت تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة".

وكان زعيم حزب العمّال المعارض جيرمي كوربن -الذي اضطر إلى مغادرة رئاسة الحزب عقب هزيمته- عرض خلال الحملة الانتخابية وثائق من 450 صفحة قال إنها تثبت رغبة الحكومة في "بيع" النظام الصحي البريطاني للأمريكيين، وقد مثّل ذلك أحد المواضيع المفتاحية في الاقتراع.

من جهته، أغلق موقع "ريديت" 61 حسابا بعدما اعتبر أن التسريب "جزء من حملة مصدرها روسيا". أما كوربن، فقد اعتبر التأكيدات حول تسريب الوثائق من جهة روسية "نظرية مؤامرة".

وتنتظر المملكة المتحدة نشر تقرير حساس في الأيام المقبلة حول تدخلات روسية أخرى محتملة، تتعلق خاصة بالحملة حول استفتاء 2016 الذي قاد إلى مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.